top of page

تقيّح الرحم عند القطط (Pyometra) – الأعراض، التشخيص، العلاج، الجراحة والمتابعة بعد العملية - تقيح الرحم عند القطط

  • صورة الكاتب: VetSağlıkUzmanı
    VetSağlıkUzmanı
  • 3 أكتوبر
  • 12 دقيقة قراءة

تاريخ التحديث: 12 نوفمبر

ما هو تقيّح الرحم عند القطط؟

تقيّح الرحم (Pyometra) هو التهاب بكتيري خطير يصيب الرحم نتيجة تراكم القيح والسوائل داخل تجويف الرحم بسبب اضطرابات هرمونية بعد فترات الشبق (الحرارة). هذه الحالة تُعتبر من أكثر أمراض الجهاز التناسلي الأنثوي شيوعًا وخطورة في القطط غير المعقمة، وغالبًا ما تحدث في الإناث البالغة التي تجاوزت عمر السنتين.

تبدأ المشكلة عادة بعد دورة شبق غير ناجحة، أي عندما لا يحدث التزاوج ولا الحمل، فيبقى الرحم تحت تأثير هرمون البروجسترون لفترة طويلة. هذا الهرمون يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم وتحفيز الغدد الإفرازية، مما يخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا. ومع دخول البكتيريا من المهبل إلى الرحم، يبدأ الالتهاب ويتكوّن القيح تدريجيًا داخل التجويف الرحمي.

الرحم في هذه الحالة يصبح منتفخًا ومليئًا بالقيح، مما يسبب ضغطًا على الأعضاء المجاورة مثل المثانة والأمعاء. وفي حال عدم التدخل السريع، يمكن أن يتمزق الرحم ويسبب تسممًا دمويًا (Septicemia) مميتًا خلال ساعات.

تنتقل البكتيريا المسببة عادة من الجهاز الهضمي أو المهبل، وأشهرها Escherichia coli (الإشريكية القولونية)، ولكن يمكن أن تشمل أيضًا Staphylococcus وStreptococcus وأنواعًا أخرى من البكتيريا الانتهازية.

تقيّح الرحم لا يُعد مرضًا معديًا بين القطط، لكنه مرض فردي مرتبط بالهرمونات وتكرار الدورات الجنسية دون تعقيم. لذلك، فهو يُصنَّف ضمن الأمراض الهرمونية – البكتيرية المعقدة التي تتطلب تدخلًا جراحيًا سريعًا.

تتراوح شدة الحالة بين خفيفة ومهددة للحياة، وتعتمد على نوع التقيّح (مفتوح أو مغلق)، كمية القيح داخل الرحم، واستجابة الكلية والجهاز المناعي للسموم المنتجة من البكتيريا.

pyometra
تقيح الرحم عند القطط

أنواع تقيّح الرحم في القطط

يُقسم الأطباء البيطريون تقيّح الرحم إلى نوعين رئيسيين اعتمادًا على حالة عنق الرحم، لأن هذه النقطة تُحدد الأعراض وخطورة الحالة وطريقة العلاج.

1. تقيّح الرحم المفتوح (Open Pyometra)

في هذا النوع، يكون عنق الرحم مفتوحًا جزئيًا، مما يسمح بخروج القيح والإفرازات عبر المهبل.تُلاحظ المربية وجود إفرازات صفراء أو بنية ذات رائحة كريهة، وغالبًا ما تلعق القطة المنطقة باستمرار مما يجعل الاكتشاف صعبًا أحيانًا.رغم أن هذا النوع أقل خطرًا من المغلق لأنه يُفرغ بعض السموم خارج الجسم، إلا أنه يبقى حالة طارئة تتطلب علاجًا سريعًا لتجنب التسمم الدموي أو الفشل الكلوي.

العلامات المميزة:

  • إفرازات مهبلية واضحة.

  • فقدان شهية تدريجي.

  • عطش زائد وتبول متكرر.

  • ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.

  • خمول ملحوظ.

2. تقيّح الرحم المغلق (Closed Pyometra)

هو الشكل الأخطر والأكثر تهديدًا للحياة. في هذا النوع يكون عنق الرحم مغلقًا تمامًا، وبالتالي لا يوجد مخرج للقيح المتجمع داخل الرحم.يبدأ الرحم بالانتفاخ، ويزداد الضغط داخله تدريجيًا حتى يتمزق جداره في بعض الحالات، ما يؤدي إلى انسكاب القيح في تجويف البطن وحدوث التهاب بريتوني مميت.

العلامات السريرية:

  • عدم وجود أي إفرازات خارجية.

  • تضخم واضح في البطن.

  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة.

  • قيء، خمول، عطش مفرط.

  • ضعف حاد وربما انهيار مفاجئ في الحالات المتقدمة.

3. التقيّح الجزئي أو المزمن

في بعض القطط، قد يحدث تقيّح متكرر بدرجة خفيفة لا يُكتشف إلا صدفة عبر التصوير بالموجات فوق الصوتية. هذا النوع قد يتحول لاحقًا إلى الشكل الحاد إذا لم يُعالج جراحيًا

تقيح الرحم عند القطط

أسباب تقيّح الرحم عند القطط

تقيّح الرحم هو مرض هرموني – بكتيري معقد يتطور نتيجة تفاعل بين التغيرات الهرمونية الدورية والعدوى البكتيرية الثانوية. لا يحدث فجأة، بل يتشكل تدريجيًا على مدار عدة دورات شبق غير متبوعة بالحمل.

1. الاضطرابات الهرمونية

  • هرمون البروجسترون (Progesterone):بعد انتهاء دورة الشبق، يبقى مستوى هذا الهرمون مرتفعًا لمدة طويلة لدعم الحمل المحتمل. في القطط غير المخصبة، يؤدي استمرار تأثيره إلى زيادة سماكة بطانة الرحم وتكاثر الغدد الإفرازية، مما يخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا.

  • الاستروجين (Estrogen):يحفز فتح عنق الرحم أثناء الشبق، ما يُسهّل دخول البكتيريا من المهبل إلى الرحم. عند تكرار الدورات دون تعقيم، تتراكم الأضرار في بطانة الرحم.

  • اختلال التوازن بين الهرمونات:الاستخدام المفرط للعقاقير الهرمونية لمنع الشبق (مثل ميدروكسي بروجسترون) يزيد احتمالية الإصابة، لأن هذه الأدوية تُحدث تغيرات شبيهة بتأثير الحمل الزائف.

2. العدوى البكتيرية

  • Escherichia coli (الإشريكية القولونية) هي أكثر أنواع البكتيريا المسببة شيوعًا. تدخل من المهبل عبر عنق الرحم أثناء الشبق.

  • قد تساهم أيضًا بكتيريا مثل Staphylococcus spp وStreptococcus spp وKlebsiella spp.

  • هذه البكتيريا تنتج سمومًا تُعرف باسم “endotoxins” تؤدي إلى تسمم دموي حاد إذا دخلت إلى مجرى الدم.

3. الحمل الكاذب

الحمل الكاذب شائع في القطط التي لم تتزاوج بعد فترات حرارة متكررة. في هذه الحالة، يستمر إفراز البروجسترون، مما يسبب احتباس السوائل داخل الرحم ويزيد من خطر العدوى.

4. العمر وتكرار الدورات

كلما تقدمت القطة في العمر وتكررت دوراتها دون تعقيم، زادت احتمالية الإصابة. غالبًا ما يُلاحظ المرض في القطط بين عمر 4 إلى 10 سنوات.

5. استخدام الهرمونات لمنع الشبق

حقن أو أقراص منع الشبق تحتوي على البروجستين (Progestins). هذه الأدوية تُستخدم بشكل غير علمي في بعض الحالات وتؤدي إلى تغيرات مرضية في بطانة الرحم تُعرف باسم "Cystic Endometrial Hyperplasia" وهي الخطوة الأولى لتطور التقيّح.

6. ضعف المناعة أو الأمراض المزمنة

القطط المصابة بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي أو داء السكري أقل قدرة على مقاومة العدوى، مما يجعل البكتيريا أكثر فتكًا.

7. العوامل الوراثية والسلالية

بعض السلالات تمتلك استعدادًا وراثيًا للتغيرات الهرمونية غير الطبيعية أو ضعف في غلق عنق الرحم أثناء الشبق، مما يسهل دخول البكتيريا.

السلالات الأكثر عرضة للإصابة بتقيّح الرحم (جدول)

يُظهر الجدول التالي السلالات الأكثر تعرضًا لتقيّح الرحم وفقًا للإحصاءات السريرية في العيادات البيطرية حول العالم، مع تقدير مستوى الخطورة بناءً على عدد الحالات المسجلة:

السلالة

السبب الرئيسي في القابلية

مستوى الخطورة

Persian (القط الفارسي)

بطانة رحم حساسة وتكرار دورات شبق دون حمل

عالي جدًا

Siamese (السيامي)

اضطرابات هرمونية متكررة وزيادة إفراز البروجسترون

عالي

Maine Coon (مين كون)

حجم الجسم الكبير يزيد الضغط الرحمي ويؤخر التصريف

متوسط إلى عالي

Ragdoll (راغدول)

زيادة في معدلات الحمل الكاذب واحتباس السوائل

متوسط

British Shorthair (البريطاني قصير الشعر)

بطانة رحم سميكة وتاريخ وراثي للالتهابات

متوسط

Domestic Longhair (القطط المحلية طويلة الشعر)

تعرض متكرر للحرارة دون تعقيم

متوسط إلى عالي

Sphynx (سفينكس)

ضعف في المناعة الجلدية والجهازية

متوسط

Abyssinian (الحبشي)

تفاعل قوي مع الهرمونات الأنثوية وصعوبة التشخيص المبكر

متوسط

Bengal (البنغالي)

نشاط هرموني مرتفع بعد الشبق واحتباس داخل الرحم

عالي

Norwegian Forest Cat (النرويجية)

بطء في تصريف الإفرازات الرحمية بسبب البنية التشريحية

متوسط إلى عالي

kapalı pyometra
تقيح الرحم عند القطط

الأعراض والعلامات السريرية لتقيّح الرحم

تتباين أعراض تقيّح الرحم في القطط حسب نوع الحالة (مفتوحة أو مغلقة) ومدة تطورها. في المراحل المبكرة قد تكون الأعراض خفيفة وغير محددة، بينما في المراحل المتقدمة تظهر العلامات بوضوح وتدل على خطر يهدد الحياة.

1. الأعراض العامة

  • فقدان الشهية أو رفض الطعام كليًا.

  • خمول واضح وعدم الرغبة في الحركة أو اللعب.

  • ارتفاع درجة الحرارة (تتجاوز 39.5°C في معظم الحالات).

  • عطش مفرط وتبول متكرر (بسبب السموم التي تؤثر في الكليتين).

  • قيء متقطع أو إسهال في بعض الحالات.

  • تضخم البطن نتيجة امتلاء الرحم بالقيح.

2. الأعراض الخاصة بتقيّح الرحم المفتوح

  • خروج إفرازات مهبلية صفراء أو بنية أو دموية اللون، ذات رائحة كريهة.

  • تنظيف مفرط للمنطقة التناسلية من قبل القطة (تلعق باستمرار مما يخفي الإفرازات أحيانًا).

  • انخفاض تدريجي في النشاط، مع فقدان الوزن.

3. الأعراض الخاصة بتقيّح الرحم المغلق

  • غياب الإفرازات تمامًا، ما يجعل التشخيص أكثر صعوبة.

  • تضخم كبير في البطن دون سبب واضح.

  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة.

  • علامات تسمم دموي (ضعف، تنفس سريع، برودة الأطراف).

  • انهيار مفاجئ في الحالات الحرجة بسبب تمزق الرحم.

4. علامات متقدمة تستدعي التدخل الفوري

  • شحوب اللثة أو اصفرارها.

  • تنفس متسارع وضعيف.

  • انخفاض درجة الحرارة بشكل مفاجئ (علامة على الصدمة الإنتانية).

  • نوبات أو انهيار عصبي في المراحل النهائية.

تُعد هذه العلامات مؤشرات لحالة طبية طارئة تتطلب التدخل الجراحي الفوري لإنقاذ حياة القطة. التأخير في التشخيص قد يؤدي إلى تمزق الرحم خلال ساعات قليلة، وهو ما ينتج عنه تسمم دموي مميت.

تشخيص تقيّح الرحم في القطط

التشخيص الدقيق لتقيّح الرحم يعتمد على الجمع بين التاريخ المرضي، الفحص السريري، التحاليل المخبرية، والتصوير بالموجات فوق الصوتية. وغالبًا ما يتم التأكد من الحالة خلال ساعات قليلة من الفحص الأولي إذا كانت القطة غير معقمة وظهرت عليها علامات المرض بعد دورة شبق حديثة.

1. التاريخ المرضي (Anamnesis)

  • يُسأل المالك عن آخر دورة شبق للقطة، وهل كانت هناك إفرازات أو علامات تزاوج.

  • يُؤخذ في الاعتبار عمر القطة وعدد مرات الحرارة السابقة.

  • يُستفسر عن تناول أدوية هرمونية لمنع الشبق أو تنظيمه.

2. الفحص السريري

  • قياس درجة الحرارة ومعدل التنفس والنبض.

  • جسّ البطن بلطف لتحديد وجود تضخم في الرحم.

  • فحص الفرج للكشف عن وجود إفرازات أو التهابات خارجية.

  • ملاحظة الخمول والجفاف العام، وهي علامات شائعة جدًا.

3. التحاليل المخبرية

  • تعداد الدم الكامل (CBC):يظهر ارتفاع شديد في كريات الدم البيضاء (Leukocytosis) بسبب العدوى البكتيرية، مع ارتفاع عدلات (Neutrophils) بشكل خاص.

  • تحليل وظائف الكلى (BUN وCreatinine):غالبًا ما تكون مرتفعة بسبب تأثير السموم على الكليتين.

  • تحليل البروتينات والإنزيمات الكبدية:للكشف عن أي اضطراب ناتج عن التسمم الدموي.

  • تحليل البول:قد يُظهر وجود بكتيريا أو بروتينات زائدة، نتيجة تأثير الالتهاب العام.

4. التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)

  • يُعتبر الوسيلة الأدق لتأكيد التشخيص.

  • يُظهر الرحم متضخمًا وممتلئًا بسوائل غير متجانسة داخل التجويف.

  • في حالة التقيّح المغلق، يمكن رؤية جدران الرحم المشدودة مع توسع واضح في القرون الرحمية.

  • كما يُستخدم الفحص لتحديد ما إذا كان هناك تمزق أو تسرب للقيح داخل البطن.

5. الأشعة السينية (X-Ray)

  • تُستخدم في بعض الحالات لتأكيد تضخم الرحم، خصوصًا إذا كان مغلقًا ولا تظهر إفرازات.

  • يظهر الرحم ككتلة أنبوبية ظليلة في منتصف البطن.

6. الفحوص الإضافية

  • في بعض الحالات المتقدمة قد يُطلب تحليل مزرعة بكتيرية لتحديد نوع البكتيريا وحساسيتها للمضادات الحيوية.

  • يمكن أيضًا إجراء فحص هرموني لتقدير مستويات البروجسترون، خاصة في الحالات المزمنة.

7. التشخيص التفريقي

يجب التمييز بين تقيّح الرحم وأمراض أخرى تُسبب أعراضًا مشابهة مثل:

  • الحمل الكاذب.

  • الأورام الرحمية.

  • التهاب المثانة.

  • الاستسقاء البطني الناتج عن فشل كبدي أو قلبي.

التشخيص النهائي يعتمد على نتائج الأشعة والتحاليل المخبرية مع التاريخ الهرموني، ويُعتبر التصوير بالموجات فوق الصوتية هو المفتاح الرئيسي لتأكيد الحالة قبل البدء في العلاج أو الجراحة.


علاج تقيّح الرحم في القطط

يُعتبر تقيّح الرحم حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا بيطريًا فوريًا، لأن التأخير في العلاج يزيد خطر التسمم الدموي والوفاة خلال ساعات. يعتمد نوع العلاج على شدة الحالة ونوع التقيّح (مفتوح أو مغلق) والعمر العام للقطة، لكنه في أغلب الحالات يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل (استئصال الرحم والمبيضين - Ovariohysterectomy).

1. العلاج الجراحي (Ovariohysterectomy - OVH)

يُعدّ الحل الجذري والأكثر أمانًا لعلاج تقيّح الرحم في القطط.تتم العملية تحت التخدير العام الكامل، ويقوم الطبيب بإزالة الرحم والمبيضين بالكامل للتخلص من مصدر العدوى والسموم.

خطوات العلاج الجراحي:

  • تثبيت القطة وإعطاؤها سوائل وريدية قبل العملية لتصحيح الجفاف ودعم الدورة الدموية.

  • إعطاء مضاد حيوي واسع الطيف قبل الجراحة بنصف ساعة.

  • إجراء الشق الجراحي في البطن للوصول إلى الرحم المتضخم.

  • ربط الأوعية الدموية بدقة باستخدام خيوط قابلة للامتصاص.

  • إزالة الرحم والمبيضين بالكامل مع تفقد وجود أي تسرب للقيح داخل البطن.

  • غسل التجويف البطني بمحلول معقم يحتوي على مضاد حيوي (مثل ميترونيدازول أو سيفترياكسون).

  • إغلاق الجرح على ثلاث طبقات كما في العمليات القياسية.

الرعاية بعد الجراحة:

  • إبقاء القطة في العيادة من 24 إلى 48 ساعة للمراقبة.

  • إعطاء مسكنات الألم (مثل Meloxicam أو Carprofen) بجرعات مضبوطة.

  • استمرار المضاد الحيوي لمدة 7 إلى 10 أيام بعد الجراحة.

  • منع الاستحمام والحركة الزائدة لمدة أسبوعين.

  • متابعة الفحص بالموجات فوق الصوتية بعد أسبوعين للتأكد من عدم وجود التهابات ثانوية.

يُظهر هذا النوع من العلاج نسبة نجاح تفوق 95% في الحالات التي لم يحدث فيها تمزق رحمي أو تسمم دموي متقدم.

2. العلاج الدوائي (في الحالات الخفيفة فقط)

يُستخدم في الحالات المبكرة من التقيّح المفتوح أو عندما تكون القطة غير صالحة للجراحة لأسباب صحية (مثل فشل كلوي أو عمر متقدم جدًا).العلاج الدوائي لا يُعتبر دائمًا ناجحًا، لكنه قد يُخفف الحالة مؤقتًا حتى تُصبح الجراحة ممكنة.

الخطوات الأساسية للعلاج الدوائي:

  • مضادات حيوية قوية واسعة الطيف:مثل Amoxicillin-Clavulanate أو Enrofloxacin بجرعات عالية لمدة 10–14 يومًا.

  • محفزات انقباض الرحم:يتم استخدام هرمون Prostaglandin F2α (مثل Dinoprost) لتحفيز تقلص الرحم وطرد القيح إلى الخارج.

  • السوائل الوريدية والمحاليل:لتصحيح الجفاف وطرد السموم.

  • مراقبة درجة الحرارة والبول:لأن تحسن الشهية وانخفاض الحمى هما أول مؤشرين للشفاء.

يجب التنويه إلى أن هذا العلاج يحمل خطر الانتكاس بنسبة تصل إلى 70%، لذلك لا يُعتبر بديلاً دائمًا عن الجراحة.

3. الدعم العام خلال فترة العلاج

  • تغذية القطة بطعام غني بالبروتين وسهل الهضم.

  • تهيئة مكان هادئ ودافئ مع توفير ماء نظيف دائمًا.

  • مراقبة الإفرازات والحرارة والوزن بشكل يومي.

  • متابعة الطبيب البيطري مرتين أسبوعيًا خلال أول شهر بعد الجراحة أو العلاج الدوائي.

المضاعفات والتوقعات بعد العلاج

رغم أن معظم حالات تقيّح الرحم يمكن علاجها بنجاح إذا شُخّصت مبكرًا، إلا أن بعض المضاعفات قد تظهر أثناء أو بعد العلاج. هذه المضاعفات تعتمد على مدى تطور المرض قبل التدخل البيطري.

1. المضاعفات أثناء الجراحة

  • النزيف الداخلي: نتيجة هشاشة جدار الرحم المتضخم أو الأوعية الرحمية.

  • تمزق الرحم أثناء الاستئصال: يؤدي إلى تسرب القيح داخل التجويف البطني.

  • الهبوط المفاجئ في ضغط الدم: أثناء التخدير بسبب التسمم الدموي.

يتم التحكم بهذه الحالات عبر التدخل السريع وإعطاء السوائل الوريدية والمضادات الحيوية القوية.

2. المضاعفات بعد الجراحة

  • العدوى الموضعية في الجرح: يمكن علاجها بالمضادات الحيوية والتنظيف اليومي.

  • الحمى المستمرة: تدل على وجود التهاب داخلي أو خراج صغير في البطن.

  • فشل كلوي مؤقت: نتيجة تراكم السموم، وغالبًا ما يتحسن خلال أيام بالعلاج المكثف.

  • القيء أو فقدان الشهية: قد يستمر لبضعة أيام بسبب تأثير الأدوية أو التسمم السابق.

3. احتمالية الانتكاس

في الحالات التي تُعالج دوائيًا فقط، يمكن أن يعود الالتهاب بعد 3 إلى 6 أشهر، وغالبًا ما يكون أكثر شدة. لذلك يُوصى دائمًا بالحل الجراحي النهائي.

4. التوقعات على المدى الطويل

  • بعد الجراحة الكاملة واستقرار الحالة، تستعيد القطة حياتها الطبيعية في غضون 3 إلى 4 أسابيع.

  • لا يتكرر المرض مطلقًا بعد إزالة الرحم والمبيضين.

  • تتحسن الشهية والطاقة تدريجيًا، ويعود الوزن إلى طبيعته خلال شهرين.

  • في بعض الحالات المتقدمة التي تأخّر علاجها، قد تبقى مضاعفات بسيطة في الكبد أو الكلى تحتاج متابعة دورية


الرعاية المنزلية والوقاية بعد العملية

بعد علاج تقيّح الرحم، سواء بالجراحة أو بالأدوية، تبدأ مرحلة حساسة جدًا من الرعاية المنزلية لضمان الشفاء التام ومنع الانتكاس أو العدوى الثانوية. الرعاية الجيدة خلال هذه المرحلة تُعتبر مكملة للعلاج البيطري ولا تقل أهمية عنه.

1. فترة الراحة بعد العملية

  • تحتاج القطة إلى راحة تامة لمدة 10 إلى 14 يومًا بعد الجراحة.

  • يجب وضعها في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء والحيوانات الأخرى.

  • تجنب حملها أو السماح لها بالقفز أو الصعود إلى الأماكن المرتفعة.

2. التغذية بعد العملية

  • في اليوم الأول بعد العملية، يُفضل تقديم طعام طري سهل الهضم على شكل وجبات صغيرة متكررة.

  • بعد يومين إلى ثلاثة أيام، يمكن العودة تدريجيًا إلى النظام الغذائي العادي.

  • يجب أن يحتوي النظام الغذائي على بروتينات عالية الجودة وماء نظيف متاح طوال اليوم.

  • في حالات التقيّح الحاد، يُنصح بإضافة مكملات فيتامين B وC لتعزيز المناعة.

3. مراقبة الجرح

  • فحص الجرح مرتين يوميًا للتأكد من عدم وجود تورم أو إفرازات أو احمرار.

  • في حال وجود رائحة غير طبيعية أو إفراز صديدي، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

  • يُمنع لمس الجرح بالأيدي العارية أو تنظيفه بمواد كحولية. يمكن استخدام محلول ملحي مع شاش معقم فقط.

4. منع القطة من لعق الجرح

  • يجب استخدام الطوق البلاستيكي الواقي (E-collar) لمدة لا تقل عن 10 أيام.

  • لعق الجرح من أكثر الأسباب شيوعًا لفتح الغرز أو حدوث العدوى.

5. إعطاء الأدوية

  • يجب الالتزام الصارم بالمضادات الحيوية الموصوفة من الطبيب دون توقف مبكر.

  • استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب بجرعات محددة وتحت إشراف بيطري فقط.

6. المراقبة العامة

  • قياس درجة الحرارة يوميًا لمدة أسبوع.

  • ملاحظة الشهية والنشاط. أي انخفاض مفاجئ في الأكل أو اللعب قد يدل على مشكلة.

  • مراجعة الطبيب البيطري خلال الأسبوعين الأولين بعد العملية لمتابعة الشفاء الكامل.

7. الوقاية من تكرار المرض

  • التعقيم الكامل (استئصال المبيضين والرحم) هو الطريقة الوحيدة للوقاية الدائمة.

  • في القطط غير المعقمة، يجب تجنب استخدام الأدوية الهرمونية لمنع الشبق.

  • الاهتمام بالنظافة العامة والتغذية السليمة لتقوية المناعة.

مسؤوليات المالك أثناء وبعد العلاج

نجاح علاج تقيّح الرحم لا يعتمد فقط على الطبيب البيطري، بل أيضًا على التزام المالك وتعاونه. رعاية القطة بعد العملية تحتاج إلى صبر ودقة ومراقبة يومية لتجنب أي مضاعفات.

1. الالتزام بتعليمات الطبيب

  • يجب اتباع الإرشادات الطبية بدقة دون تعديل الجرعات أو مدة العلاج.

  • عدم استخدام أي أدوية إضافية دون استشارة الطبيب.

2. المراقبة الدقيقة للعلامات الحيوية

  • قياس درجة الحرارة ومراقبة معدل التنفس والخمول يوميًا.

  • ملاحظة أي إفرازات غير طبيعية أو تورم في البطن.

3. البيئة الصحية والنظافة

  • الحفاظ على مكان نظيف وجاف ودافئ.

  • تغيير الرمل في صندوق الفضلات يوميًا لمنع العدوى البكتيرية.

  • تنظيف الأوعية والمكان المحيط بالقطة بانتظام.

4. الدعم النفسي والتعامل اللطيف

  • بعد الجراحة، تكون القطة متوترة وخائفة. يجب التحدث إليها بصوت هادئ وتجنب لمس البطن.

  • توفير مكان مغلق ومريح للنوم.

5. المتابعة الدورية

  • تحديد مواعيد الفحص البيطري المنتظم بعد أسبوعين ثم بعد شهر من العملية.

  • الفحوص الدورية للكبد والكلى ضرورية خاصة في الحالات المتقدمة من التقيّح.

6. الوقاية المستقبلية

  • تجنب تأجيل التعقيم للقطط التي لا يُخطط لتكاثرها.

  • توعية أصحاب القطط الآخرين بخطورة ترك القطة غير معقمة لفترات طويلة.

  • الحفاظ على جدول لقاحات منتظم، إذ أن المناعة القوية تُقلل احتمال الإصابة بأي عدوى مستقبلية.

7. مسؤولية الرحمة والوعي

القطة التي عانت من تقيّح الرحم تمر بمرحلة مؤلمة وخطرة. الرعاية الهادئة والالتزام بالتعليمات لا يحافظان على حياتها فقط، بل يعيدان لها توازنها النفسي وثقتها بصاحبها. إن الوعي والاهتمام من قبل المالك هما أهم خط دفاع ضد عودة أي مرض مستقبلاً


الفرق بين تقيّح الرحم عند القطط والكلاب

رغم أن تقيّح الرحم (Pyometra) يُصيب كلًّا من القطط والكلاب، إلا أن هناك فروقًا مهمة بين الحالتين من حيث الأسباب الهرمونية، وطريقة تطور المرض، والأعراض السريرية، وحتى أسلوب العلاج. هذه الفروق تساعد الطبيب البيطري في التشخيص التفريقي وتحديد البروتوكول الأنسب للعلاج.

1. من حيث التكوين الهرموني

  • في الكلاب، يحدث التقيّح عادة بعد نهاية دورة الشبق مباشرة لأن فترات البروجسترون الطويلة تجعل الرحم أكثر عرضة لتكاثر البكتيريا.

  • أما في القطط، فهي من النوع “المُستحثّ للإباضة”، أي أن التبويض لا يحدث إلا بعد التزاوج. لذلك فإن التغيرات الهرمونية أقل انتظامًا، مما يجعل بعض الحالات تتطور ببطء على مدى عدة دورات غير متبوعة بالحمل.

2. من حيث الأعراض

  • في الكلاب، الإفرازات المهبلية عادة واضحة ومستمرة، ما يسهل التشخيص.

  • أما في القطط، فهي تنظف نفسها باستمرار، مما يُخفي الإفرازات ويجعل المرض أكثر خفاءً وصعوبة في الاكتشاف المبكر.

3. من حيث معدل الإصابة

  • تقيّح الرحم أكثر شيوعًا في الكلاب الإناث غير المعقمة بعد عمر 5 سنوات.

  • أما في القطط، فيحدث بنسبة أقل نسبيًا، لكنه عندما يظهر يكون عادة في سن مبكرة (من 3 إلى 8 سنوات)، خاصة في السلالات ذات النشاط الهرموني العالي مثل الفارسية والسيامية والبنغالية.

4. من حيث التشخيص

  • الكلاب تُظهر علامات جسدية واضحة (انتفاخ البطن، إفرازات، حرارة مرتفعة).

  • بينما في القطط قد تمر الحالة دون اكتشاف حتى مراحل متقدمة، ولا يُكتشف التقيّح إلا عند تضخم البطن أو فقدان الشهية الشديد.

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية ضروري في القطط أكثر من الكلاب لتأكيد التشخيص.

5. من حيث العلاج

  • في كلا النوعين، العلاج الجراحي (OVH) هو الخيار الأمثل.

  • لكن في القطط الصغيرة أو التي لم تلد من قبل، يجب التعامل بلطف أثناء الجراحة بسبب هشاشة الأنسجة الرحمية.

  • العلاج الدوائي الهرموني (مثل Prostaglandin F2α) يُستخدم بحذر في الكلاب فقط، ونادرًا ما يُنصح به في القطط لأنه يحمل خطر تمزق الرحم.

6. من حيث المضاعفات

  • الكلاب أكثر عرضة لتطور تسمم دموي حاد بسبب حجم الرحم الكبير وقدرته على احتجاز كميات أكبر من القيح.

  • بينما القطط غالبًا ما تُظهر تدهورًا بطيئًا، لكن الخطر الأعظم فيها هو التشخيص المتأخر الذي يؤدي إلى انفجار الرحم دون سابق إنذار.

7. من حيث الوقاية

  • في الكلاب، يُوصى بإجراء التعقيم قبل أول دورة شبق (حوالي 6 أشهر).

  • في القطط، يُفضل التعقيم بعد 5 إلى 7 أشهر من العمر، أو بعد أول دورة فقط إذا لم يُخطط للتكاثر.

باختصار، يمكن القول إن تقيّح الرحم لدى القطط أكثر خفاءً من الكلاب، لكنه لا يقل خطورة. ويظل الحل الجراحي الوقائي (التعقيم الكامل) هو الخيار الأكثر فعالية وأمانًا لتجنب حدوث المرض في كلا النوعين.

Sources (المصادر)

  • American Veterinary Medical Association (AVMA)

  • World Small Animal Veterinary Association (WSAVA)

  • The International Society for Feline Medicine (ISFM)

  • The British Small Animal Veterinary Association (BSAVA)

  • Mersin Vetlife Veterinary Clinic – Haritada Aç: https://share.google/XPP6L1V6c1EnGP3Oc


تعليقات


جميع محتويات موقع Vetsaglik.com غنية بالمعلومات، وتستند إلى مصادر بيطرية علمية وخبرة حديثة. المصادر المستخدمة مُحددة بوضوح في نهاية كل مقال.

المعلومات الواردة هنا ليست مخصصة للتشخيص أو العلاج أو استخدام الأدوية، وليست بديلاً عن الفحص البيطري. استشر طبيبك البيطري دائمًا للحصول على تشخيص دقيق وعلاج دقيق لصحة حيوانك الأليف.

في حال وجود أي تعارض بين المعلومات الواردة على موقعنا الإلكتروني وتوصيات طبيبك البيطري، فسيتم تطبيق تعليماته. في حال ملاحظة أي تعارض، يُرجى التواصل معنا وإبلاغنا بذلك.

يهدف هذا الموقع إلى توفير معلومات دقيقة وعلمية للجمهور حول صحة الحيوانات الأليفة؛ ولا تمنع الإعلانات أو الرعاية أو توصيات المنتجات هذا الغرض.
 

بيان إمكانية الوصول

سياسة الخصوصية

معلومات عنا

تواصل

 

 

bottom of page