top of page

تقيّح الرحم عند الكلاب – الأعراض، التشخيص، العلاج، الجراحة والرعاية بعد العملية

  • صورة الكاتب: VetSağlıkUzmanı
    VetSağlıkUzmanı
  • 3 أكتوبر
  • 12 دقيقة قراءة

تاريخ التحديث: 12 نوفمبر

ما هو تقيّح الرحم عند الكلاب؟

تقيّح الرحم (Pyometra) هو التهاب بكتيري خطير في الرحم يُصيب الكلاب الإناث غير المعقمة، ويتميز بتراكم القيح والسوائل داخل تجويف الرحم نتيجة عدوى بكتيرية مرتبطة بتغيرات هرمونية تحدث بعد دورات الشبق المتكررة.يُعتبر من أكثر الأمراض التناسلية شيوعًا في الكلاب البالغة ويُصنف كحالة طارئة تهدد الحياة إذا لم يتم علاجها فورًا.

يحدث المرض عادة بعد انتهاء دورة الشبق بفترة تتراوح بين 2 إلى 8 أسابيع، عندما يبقى هرمون البروجسترون (Progesterone) مرتفعًا في الدم. هذا الهرمون يجعل بطانة الرحم أكثر سمكًا وغنية بالإفرازات، مما يهيئ بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا.وفي حال دخول بكتيريا من المهبل إلى الرحم عبر عنق الرحم المفتوح خلال فترة الشبق، تبدأ العدوى بالتطور تدريجيًا حتى تمتلئ قرون الرحم بالقيح.

أكثر البكتيريا المسببة شيوعًا هي Escherichia coli (الإشريكية القولونية)، والتي تعيش بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي وتنتقل إلى المهبل ثم إلى الرحم.ومع تراكم السموم البكتيرية في الدم، تبدأ الكلبة بإظهار علامات تسمم دموي (Septicemia) خطيرة، تشمل ارتفاع الحرارة، والعطش المفرط، والقيء، والخمول العام.

في الحالات المتقدمة، قد يتمزق الرحم مما يؤدي إلى تسرب القيح إلى التجويف البطني، وهو ما يسبب التهاب بريتوني قاتل خلال ساعات قليلة إذا لم تُجرَ جراحة فورية.

تُظهر الإحصائيات البيطرية أن حوالي 25% من الكلاب غير المعقمة بعد سن السابعة تُصاب بدرجة ما من تقيّح الرحم، وأن معدل الوفيات يصل إلى 10% في الحالات التي لم تُعالج جراحيًا في الوقت المناسب.

تُعد هذه الحالة طارئة بيطرية حقيقية تتطلب التشخيص السريع والتدخل الجراحي العاجل لإنقاذ حياة الحيوان

pyometra
pyometra

أنواع تقيّح الرحم في الكلاب

يُقسم الأطباء البيطريون تقيّح الرحم إلى نوعين رئيسيين اعتمادًا على وضع عنق الرحم، لأن هذه النقطة تحدد شدة الأعراض وخطورة الحالة وطريقة العلاج المناسبة.

1. تقيّح الرحم المفتوح (Open Pyometra)

في هذا النوع يكون عنق الرحم مفتوحًا جزئيًا أو كليًا، مما يسمح بخروج القيح والإفرازات إلى الخارج من خلال المهبل.تُلاحظ المربية عادة إفرازات مهبلية ذات لون أصفر أو بني أو دموي، وغالبًا ما تكون ذات رائحة كريهة قوية.رغم أن هذا النوع يُعتبر أقل خطرًا من التقيّح المغلق لأنه يُفرغ بعض السموم خارج الجسم، إلا أنه لا يزال خطيرًا جدًا وقد يتحول إلى الشكل المغلق إذا أُغلق عنق الرحم لاحقًا.

العلامات المميزة:

  • وجود إفرازات مهبلية متكررة ذات رائحة كريهة.

  • فقدان الشهية أو قلة النشاط.

  • شرب ماء بكميات كبيرة والتبول المتكرر.

  • ارتفاع طفيف أو معتدل في درجة الحرارة.

  • انتفاخ بسيط في البطن في بعض الحالات.

النتيجة المحتملة:رغم أن الحالة تُكتشف بسهولة في هذا النوع، إلا أن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى تسمم دموي حاد، خاصة عند امتصاص السموم البكتيرية عبر جدار الرحم.

2. تقيّح الرحم المغلق (Closed Pyometra)

هو النوع الأخطر والأكثر تهديدًا للحياة، ويحدث عندما يكون عنق الرحم مغلقًا تمامًا، مما يمنع خروج القيح المتجمع داخل الرحم.في هذه الحالة يبدأ الرحم بالانتفاخ بشكل كبير حتى يصل إلى حجم يمكن أن يملأ تجويف البطن بالكامل، ويؤدي الضغط الداخلي إلى تمزق جدار الرحم في الحالات المتقدمة.

العلامات السريرية لتقيّح الرحم المغلق:

  • انتفاخ واضح في البطن مع ألم عند اللمس.

  • خمول شديد وارتفاع كبير في درجة الحرارة.

  • غياب الإفرازات الخارجية تمامًا.

  • عطش وتبول مفرطان بسبب السموم.

  • قيء متكرر وضعف عام.

  • انهيار مفاجئ في الحالات المتقدمة بسبب الصدمة الإنتانية.

المضاعفات السريعة:تمزق الرحم، التهاب بريتوني حاد، فشل كلوي، أو وفاة خلال ساعات قليلة إن لم يتم التدخل الجراحي فورًا.

3. تقيّح الرحم الجزئي أو المزمن

في بعض الكلاب، لا يكون التقيّح حادًا بل يتطور بشكل بطيء على مدار عدة دورات شبق.تظهر أعراض خفيفة مثل فقدان الشهية التدريجي أو الخمول المتقطع دون إفرازات ظاهرة، وغالبًا ما يُكتشف بالصدفة أثناء فحص بالموجات فوق الصوتية.لكن مع الوقت قد يتحول هذا الشكل المزمن إلى تقيّح مغلق خطير، لذلك يُعتبر التعقيم الوقائي الخيار الأكثر أمانًا

pyometra

أسباب تقيّح الرحم عند الكلاب

تقيّح الرحم هو مرض هرموني – بكتيري، أي أنه ينتج من تفاعل بين اضطرابات الهرمونات الجنسية (وخاصة البروجسترون) وعدوى بكتيرية تصعد من المهبل إلى الرحم. في الغالب لا يحدث فجأة، بل يتطور على مدى عدة دورات شبق متكررة دون حدوث حمل.

1. تأثير الهرمونات

  • البروجسترون (Progesterone):بعد انتهاء دورة الشبق، يبقى مستوى البروجسترون مرتفعًا لعدة أسابيع لتحضير الرحم لاستقبال الجنين. عندما لا يحدث حمل، تبقى بطانة الرحم سميكة وتبدأ الغدد الرحمية بإفراز السوائل، ما يؤدي إلى تراكمها داخل الرحم. هذه البيئة الرطبة والغنية بالمغذيات مثالية لنمو البكتيريا.

  • الاستروجين (Estrogen):أثناء الشبق، يُسبب الاستروجين ارتخاء عنق الرحم لتسهيل التزاوج، مما يسمح بدخول البكتيريا من المهبل إلى الرحم.

  • استخدام الهرمونات الصناعية:إعطاء الكلاب أدوية لمنع الشبق أو تأجيله (مثل ميدروكسي بروجسترون) يؤدي إلى تغيّرات مرضية في بطانة الرحم تُعرف باسم "فرط التنسج الكيسي للبطانة الرحمية (Cystic Endometrial Hyperplasia)"، وهي المرحلة الأولى من تقيّح الرحم.

2. العدوى البكتيرية

  • البكتيريا الأكثر شيوعًا هي Escherichia coli (الإشريكية القولونية)، وتدخل عادة من المهبل بعد الشبق.

  • البكتيريا الأخرى مثل Staphylococcus spp. وStreptococcus spp. وKlebsiella spp. قد تُساهم أيضًا في العدوى.

  • هذه البكتيريا تُنتج سمومًا داخلية (Endotoxins) تؤدي إلى تسمم دموي وفشل كلوي في المراحل المتقدمة.

3. العمر وعدد الدورات

كلما تقدمت الكلبة في العمر وتكررت دورات الشبق دون حمل، زادت احتمالية الإصابة. عادةً ما تظهر الحالات في الكلاب التي تجاوزت عمر 5 سنوات.

4. الحمل الكاذب (Pseudopregnancy)

في بعض الكلاب، بعد انتهاء الشبق، يبدأ الجسم في التعامل وكأنه حامل، مما يؤدي إلى استمرار ارتفاع البروجسترون، وتضخم الغدد الثديية، واحتباس السوائل في الرحم. هذه الحالة تُهيئ الظروف المثالية لتطور التقيّح.

5. ضعف المناعة أو الأمراض المزمنة

الكلاب المصابة بداء السكري أو أمراض الكبد والكلى تكون أكثر عرضة للإصابة لأن جهاز المناعة لا يستطيع مقاومة العدوى البكتيرية بشكل كافٍ.

6. العوامل الوراثية والسلالية

بعض السلالات تمتلك استعدادًا وراثيًا لتطور تغيّرات في بطانة الرحم أو ضعف في وظيفة عنق الرحم، ما يسهل دخول البكتيريا وانتشارها بسرعة.

السلالات الأكثر عرضة للإصابة بتقيّح الرحم (جدول)

تختلف قابلية الإصابة بين السلالات، ويُظهر الجدول التالي السلالات الأكثر عرضة وفقًا للدراسات البيطرية الحديثة، مع تحديد مستوى الخطورة والسبب الأكثر شيوعًا في كل سلالة:

السلالة

السبب الرئيسي لزيادة القابلية

مستوى الخطورة

Golden Retriever (غولدن ريتريفر)

نشاط هرموني مرتفع وطول فترة البروجسترون بعد الشبق

عالي جدًا

German Shepherd (الراعي الألماني)

بطانة رحم سميكة وتميل لتكرار الحمل الكاذب

عالي

Rottweiler (روت فايلر)

دورات شبق غير منتظمة وفرط في نشاط الغدد الرحمية

عالي

Cocker Spaniel (كوكر سبانييل)

قابلية وراثية لفرط التنسج الرحمي

عالي

Labrador Retriever (لابرادور ريتريفر)

تكرار الشبق دون تعقيم وخلل هرموني متأخر

متوسط إلى عالي

Poodle (بودل)

استجابة قوية للبروجسترون واحتباس سوائل داخل الرحم

متوسط

Bulldog (بولدغ)

تشوهات خلقية في عنق الرحم تعيق تصريف الإفرازات

متوسط إلى عالي

Siberian Husky (هاسكي سيبيري)

مقاومة هرمونية ضعيفة وتكرار التهاب مهبلي ثانوي

متوسط

Dachshund (دشهند)

تاريخ عائلي للالتهابات المزمنة والعدوى المتكررة

متوسط

Mixed Breeds (الكلاب المختلطة)

تختلف حسب الوراثة والعمر وعدد دورات الشبق

متغير (منخفض إلى متوسط)

الأعراض والعلامات السريرية لتقيّح الرحم

تختلف أعراض تقيّح الرحم في الكلاب بحسب نوع الحالة (مفتوحة أو مغلقة)، ومدى تطور الالتهاب، وكمية القيح المتجمع داخل الرحم. في المراحل المبكرة قد تكون العلامات خفيفة وغير مميزة، لكن في الحالات المتقدمة تظهر الأعراض بوضوح وتشير إلى خطر حقيقي على حياة الحيوان.

1. الأعراض العامة

  • فقدان الشهية التدريجي أو الامتناع الكامل عن الأكل.

  • خمول واضح وقلة النشاط والرغبة في النوم الطويل.

  • ارتفاع درجة الحرارة (تصل غالبًا إلى 40°C).

  • شرب كميات كبيرة من الماء مع التبول المتكرر (بسبب تأثير السموم على الكلى).

  • قيء متكرر وجفاف الفم والأنف.

  • تضخم واضح في البطن نتيجة امتلاء الرحم بالقيح.

2. الأعراض الخاصة بتقيّح الرحم المفتوح

  • إفرازات مهبلية سائلة ذات لون أصفر أو بني أو مختلط بالدم، وغالبًا برائحة كريهة قوية.

  • تنظيف مفرط للمنطقة التناسلية (الكلبة تلعق باستمرار فتُخفي الإفرازات).

  • انخفاض تدريجي في الوزن مع قلة النشاط.

  • ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، ثم عودتها إلى طبيعتها مع استمرار الخمول.

3. الأعراض الخاصة بتقيّح الرحم المغلق

  • غياب الإفرازات الخارجية تمامًا مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة.

  • انتفاخ كبير في البطن دون سبب واضح.

  • حمى مرتفعة، عطش مفرط، وضعف عام.

  • شحوب اللثة، وتنفس سريع وضعيف.

  • انهيار مفاجئ أو صدمة إنتانية (Septic Shock) في الحالات المتقدمة.

4. العلامات الخطيرة التي تستدعي تدخلًا عاجلًا

  • انخفاض حرارة الجسم فجأة بعد فترة حمى (علامة على الصدمة).

  • إسهال دموي أو قيء داكن اللون.

  • ارتعاش أو فقدان توازن.

  • نزيف مهبلي كثيف أو إفرازات غامقة متقطعة.

تُعتبر هذه العلامات طارئة بيطرية تستوجب جراحة فورية، لأن التأخير يزيد احتمال تمزق الرحم وتسرب القيح إلى البطن خلال ساعات قليلة.

تشخيص تقيّح الرحم في الكلاب

تشخيص تقيّح الرحم يعتمد على الجمع بين التاريخ المرضي، الفحص السريري، التحاليل المخبرية، والتصوير بالموجات فوق الصوتية.غالبًا ما يمكن للطبيب تحديد التشخيص المبدئي بعد الفحص السريري، لكن التأكيد النهائي يتم من خلال الفحوص المخبرية والتصويرية.

1. التاريخ المرضي (Anamnesis)

  • يُسأل المالك عن آخر دورة شبق (حرارة) ومتى حدثت.

  • يُلاحظ ما إذا كانت الكلبة قد تزاوجت أو لم تُخصب.

  • يُسأل عن استخدام أدوية هرمونية لمنع الشبق أو تنظيمه.

  • يذكر المالك عادة ملاحظات مثل زيادة العطش، القيء، أو وجود إفرازات غير طبيعية.

2. الفحص السريري

  • قياس درجة الحرارة ومعدل النبض والتنفس.

  • جسّ البطن بلطف للكشف عن تضخم الرحم أو وجود ألم عند الضغط.

  • فحص الفرج للبحث عن إفرازات أو التهابات ظاهرة.

  • فحص الغدد الثديية لاحتمال وجود تضخم مرافق (حمل كاذب).

3. التحاليل المخبرية

  • تعداد الدم الكامل (CBC):يظهر عادة ارتفاع كبير في كريات الدم البيضاء (Leukocytosis) مع زيادة في العدلات (Neutrophilia).

  • الكيمياء الحيوية (Biochemistry):ارتفاع في نيتروجين اليوريا (BUN) والكرياتينين (Creatinine) نتيجة إجهاد الكلى من السموم البكتيرية.

  • التحليل البولي (Urinalysis):قد يُظهر وجود بروتينات أو بكتيريا أو تركيز منخفض للبول بسبب التأثير الكلوي.

  • تحليل الكبد (ALT، AST):لتقييم مدى تأثر الكبد بالتسمم.

4. التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)

  • يُعتبر الوسيلة الأكثر دقة لتأكيد التشخيص.

  • يُظهر الرحم متضخمًا وممتلئًا بسوائل غير متجانسة.

  • في حالة التقيّح المغلق، يُظهر الجدار الرحم السميك والمتوتر مع تجمعات قيحية متعددة.

  • يساعد التصوير أيضًا على استبعاد الحمل أو الأورام الرحمية.

5. الأشعة السينية (X-Ray)

  • مفيدة في الحالات المتقدمة، حيث يُظهر الرحم ككتلة أنبوبية ممتدة في منتصف البطن.

  • تُستخدم لتقييم تضخم الرحم أو وجود انسكاب بطني في حال تمزقه.

6. الفحوص الإضافية

  • تحليل مزرعة بكتيرية للقيح لتحديد نوع البكتيريا والمضاد الحيوي الأنسب.

  • فحص هرموني لتقدير مستوى البروجسترون خصوصًا في الحالات المزمنة.

7. التشخيص التفريقي

يجب التمييز بين تقيّح الرحم وأمراض أخرى تُسبب أعراضًا مشابهة مثل:

  • الحمل الكاذب.

  • الأورام الرحمية أو المبيضية.

  • التهاب المثانة أو عدوى المسالك البولية.

  • تجمع السوائل في البطن بسبب أمراض الكبد أو القلب.

التشخيص المؤكد يكون عند رؤية الرحم المتضخم والمليء بالقيح في الموجات فوق الصوتية، مع ارتفاع كريات الدم البيضاء وظهور أعراض تسمم واضحة.


علاج تقيّح الرحم في الكلاب

يُعتبر تقيّح الرحم من الحالات الطارئة في الطب البيطري، ويتطلب تدخلًا عاجلًا وفوريًا بمجرد التشخيص لتجنب الوفاة الناتجة عن تسمم الدم أو تمزق الرحم. يعتمد نوع العلاج على شدة الحالة ونوع التقيّح (مفتوح أو مغلق) وعمر الكلبة وحالتها العامة، إلا أن الجراحة (استئصال المبيضين والرحم – Ovariohysterectomy) تبقى الخيار العلاجي الأفضل والأكثر أمانًا في جميع الحالات تقريبًا.

1. العلاج الجراحي (Ovariohysterectomy - OVH)

هو العلاج النهائي لتقيّح الرحم، ويُزيل مصدر العدوى تمامًا. تُجرى العملية تحت التخدير العام الكامل بواسطة طبيب بيطري متمرس.

خطوات العملية الجراحية:

  • تثبيت الكلبة ووضع قسطرة وريدية لإعطاء السوائل والمحاليل.

  • إعطاء مضادات حيوية وريدية قبل الجراحة بمدة 30 دقيقة.

  • إجراء شق بطني في منتصف البطن للوصول إلى الرحم المتضخم.

  • ربط الأوعية الدموية المغذية للمبيضين والرحم بخيوط قابلة للامتصاص.

  • إزالة الرحم والمبيضين بالكامل مع الحرص على عدم تمزق جدار الرحم.

  • تنظيف التجويف البطني بمحلول دافئ معقم يحتوي على مضاد بكتيري.

  • إغلاق الجرح على ثلاث طبقات (العضلات – تحت الجلد – الجلد الخارجي).

العناية بعد العملية:

  • مراقبة الحيوان لمدة 24 إلى 48 ساعة داخل العيادة.

  • إعطاء مسكنات الألم (مثل Meloxicam أو Carprofen) حسب الوزن.

  • متابعة العلاج بالمضادات الحيوية لمدة 7 إلى 10 أيام.

  • منع الكلبة من الحركة الزائدة أو لعق الجرح حتى التئام كامل.

  • إزالة الغرز بعد 10 إلى 14 يومًا إذا لم تكن قابلة للامتصاص.

نسبة النجاح في هذا العلاج تتجاوز 95% في الحالات التي لم يصل فيها الالتهاب إلى مرحلة تمزق الرحم أو التسمم الدموي المتقدم.

2. العلاج الدوائي (في الحالات المحدودة فقط)

يُستخدم العلاج الدوائي فقط في حالات التقيّح المفتوح عندما تكون الكلبة صغيرة في العمر أو غير صالحة للجراحة لأسباب صحية.لكن هذا العلاج لا يزيل مصدر العدوى بالكامل، ولذلك يُعدّ مؤقتًا فقط لتخفيف الحالة قبل الجراحة.

بروتوكول العلاج الدوائي:

  • مضادات حيوية واسعة الطيف مثل Amoxicillin-Clavulanate أو Enrofloxacin.

  • استخدام هرمون Prostaglandin F2α لتحفيز انقباض الرحم وطرد القيح.

  • إعطاء سوائل وريدية لتحسين الدورة الدموية وطرد السموم.

  • مراقبة درجة الحرارة والبول والوزن يوميًا.

رغم أن بعض الحالات تتحسن، إلا أن معدل الانتكاس بعد العلاج الدوائي وحده يتجاوز 70% خلال الأشهر التالية.لذلك يُعتبر هذا الخيار مؤقتًا فقط حتى يمكن إجراء الجراحة لاحقًا.

3. الدعم العام والعلاج المساعد

  • تعويض السوائل المفقودة بمحاليل متوازنة (Ringer Lactate).

  • إعطاء مضادات سموم (مثل Metronidazole) لتقليل خطر التسمم الدموي.

  • دعم الكبد بمكملات مثل Hepatoprotective Vitamins.

  • تحسين الشهية من خلال تغذية طبية غنية بالبروتينات سهلة الهضم.

المضاعفات والتوقعات بعد العلاج

رغم أن أغلب الحالات تُشفى تمامًا بعد العلاج الجراحي، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة أثناء أو بعد العملية، خاصة إذا تأخر التشخيص أو تدخل الطبيب في مرحلة متقدمة من المرض.

1. المضاعفات أثناء الجراحة

  • النزيف الداخلي: نتيجة هشاشة الأوعية الدموية أو تمزق جدار الرحم.

  • تمزق الرحم أثناء الاستئصال: يؤدي إلى تسرب القيح إلى البطن وحدوث التهاب بريتوني.

  • انخفاض ضغط الدم: بسبب التسمم الدموي أو فقدان السوائل.

يُعالج ذلك عبر نقل سوائل وريدية مستمرة ومتابعة العلامات الحيوية بدقة.

2. المضاعفات بعد الجراحة

  • التهاب الجرح أو العدوى الخارجية: يظهر على شكل احمرار أو إفرازات، ويُعالج بالتنظيف والمضادات الحيوية.

  • فشل كلوي مؤقت: نتيجة تراكم السموم، ويتحسن بالعلاج المكثف خلال أيام.

  • ارتفاع الحرارة المستمر: يدل على التهاب داخلي يحتاج إلى فحص بالموجات فوق الصوتية.

  • قيء أو فقدان شهية بعد العملية: عرض طبيعي مؤقت خلال أول 24 ساعة بعد الإفاقة.

3. المضاعفات في حالة العلاج الدوائي فقط

  • احتمالية انتكاس المرض خلال 3 إلى 6 أشهر بنسبة عالية.

  • خطر تحول التقيّح المفتوح إلى مغلق بسبب انغلاق عنق الرحم المفاجئ.

  • استمرار الالتهاب المزمن يؤدي إلى تسمم بطيء وتدهور الكلى.

4. التوقعات على المدى الطويل

  • الكلبة التي تُعالج جراحيًا تعيش حياة طبيعية تمامًا بعد الشفاء.

  • لا يتكرر المرض مطلقًا بعد إزالة الرحم والمبيضين.

  • في الحالات المتقدمة التي عانت من تسمم دموي، قد تحتاج الكلبة إلى متابعة وظائف الكلى والكبد لفترة طويلة.

  • التغذية الجيدة والرعاية الهادئة بعد الجراحة تسرّع من استعادة النشاط الكامل خلال 3 إلى 4 أسابيع.


الرعاية المنزلية والوقاية بعد العملية

مرحلة ما بعد الجراحة تُعد من أهم مراحل العلاج، لأن الإهمال في الرعاية المنزلية قد يؤدي إلى عدوى جديدة أو تأخر في التئام الجرح. الاهتمام الجيد خلال هذه الفترة يضمن شفاءً سريعًا وآمنًا ويمنع الانتكاسات المستقبلية.

1. فترة الراحة والعزل

  • يجب أن تبقى الكلبة في مكان هادئ ونظيف بعيد عن الضوضاء أو الحيوانات الأخرى لمدة 10 إلى 14 يومًا.

  • يمنع القفز أو الجري أو صعود الدرج خلال الأسبوعين الأولين لتجنب تمزق الغرز الداخلية.

  • يفضل تهيئة مكان نوم مريح ومبطن لتقليل الضغط على البطن.

2. مراقبة الجرح

  • فحص الجرح مرتين يوميًا للتأكد من عدم وجود احمرار أو تورم أو إفرازات.

  • في حال ظهور أي رائحة غير طبيعية أو نزيف، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

  • لا يُنصح بتنظيف الجرح بالكحول أو اليود المركز، بل باستخدام محلول ملحي معقم فقط.

3. التغذية

  • تقديم وجبات صغيرة وسهلة الهضم خلال أول 48 ساعة بعد الجراحة.

  • بعد اليوم الثالث، يمكن العودة تدريجيًا إلى النظام الغذائي العادي الغني بالبروتين.

  • الحرص على توافر الماء النظيف دائمًا، لأن الجسم يحتاج لتعويض السوائل بعد العملية.

4. منع الكلبة من لعق الجرح

  • يُستخدم الطوق البلاستيكي الواقي (E-collar) لمدة لا تقل عن 10 إلى 14 يومًا.

  • لعق الجرح من أكثر الأسباب شيوعًا لفتح الغرز أو العدوى الثانوية.

5. إعطاء الأدوية

  • يجب الالتزام التام بالمضادات الحيوية التي وصفها الطبيب دون انقطاع مبكر.

  • إعطاء المسكنات بانتظام لتخفيف الألم حسب الجرعة المحددة.

  • لا يُستخدم أي دواء بشري بدون استشارة الطبيب البيطري.

6. المتابعة البيطرية

  • يُفضل إعادة الفحص بعد أسبوعين لإزالة الغرز والتأكد من شفاء الأنسجة الداخلية.

  • في بعض الحالات، قد يُطلب فحص دم أو تحليل بول لمتابعة وظائف الكلى والكبد بعد العملية.

7. الوقاية طويلة المدى

  • أفضل وسيلة للوقاية من تقيّح الرحم هي إجراء التعقيم الكامل قبل أول دورة شبق.

  • تجنب إعطاء أدوية هرمونية لتأجيل الشبق لأنها السبب الرئيسي في الإصابة.

  • الحفاظ على وزن مثالي ونظام غذائي متوازن للحفاظ على المناعة.

مسؤوليات المالك أثناء وبعد العلاج

نجاح العلاج لا يعتمد فقط على الطبيب، بل أيضًا على وعي المالك والتزامه بتعليمات الرعاية والمتابعة. فالإهمال في التفاصيل الصغيرة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة حتى بعد الجراحة الناجحة.

1. المتابعة الدقيقة للحالة الصحية

  • مراقبة درجة الحرارة يوميًا لمدة أسبوعين.

  • الانتباه لأي تغير في الشهية أو السلوك أو الحركة.

  • تسجيل ملاحظات يومية حول النشاط العام وحالة الجرح.

2. النظافة العامة

  • تنظيف مكان نوم الكلبة بانتظام وتغيير الفراش يوميًا.

  • تنظيف أوعية الطعام والماء بالماء الدافئ والصابون.

  • تغيير الرمل أو التربة في أماكن التبول يوميًا لمنع العدوى البكتيرية.

3. الالتزام بالعلاج

  • عدم تخطي أي جرعة من المضاد الحيوي أو المسكن.

  • مراجعة الطبيب فورًا في حال القيء المتكرر أو فقدان الشهية.

  • عدم إيقاف الدواء حتى لو تحسنت الحالة ظاهريًا.

4. الدعم النفسي والرعاية العاطفية

  • بعد الجراحة، قد تشعر الكلبة بالخوف أو القلق. يجب التحدث إليها بهدوء ولمسها بلطف دون ضغط على البطن.

  • منحها وقتًا كافيًا للنوم والاسترخاء.

  • تجنب العقاب أو الصراخ، فالتوتر يؤثر سلبًا على الشفاء.

5. التوعية والوقاية المجتمعية

  • نشر الوعي بين أصحاب الكلاب الآخرين حول خطورة ترك الكلبات غير معقمة لفترات طويلة.

  • تشجيع التعقيم المبكر كإجراء وقائي ضروري وليس خيارًا ثانويًا.

6. المتابعة الدورية

  • الفحص البيطري الشامل مرة كل 6 أشهر للكشف المبكر عن أي مشكلات تناسلية أو هرمونية.

  • الحفاظ على جدول اللقاحات السنوي المنتظم.

7. المسؤولية الأخلاقية

رعاية الكلبة بعد إصابتها بتقيّح الرحم ليست مجرد التزام طبي، بل مسؤولية إنسانية وأخلاقية.الشفاء الكامل لا يتحقق إلا بالصبر، والاهتمام المستمر، والحب الذي يعيد للحيوان ثقته وسعادته بعد تجربة مؤلمة.


الفرق بين تقيّح الرحم عند الكلاب والقطط

رغم أن تقيّح الرحم يُصيب كلًّا من الكلاب والقطط، إلا أن هناك اختلافات واضحة بين النوعين من حيث آلية المرض والأعراض وسرعة تطوره واستجابة الجسم للعلاج. فهم هذه الفروق ضروري للتشخيص الدقيق واختيار الطريقة الأنسب للعلاج في كل حالة.

1. من حيث الآلية الهرمونية

  • في الكلاب، يحدث التقيّح غالبًا بعد انتهاء دورة الشبق لأن مستوى البروجسترون يبقى مرتفعًا لفترة طويلة، ما يسبب تضخم بطانة الرحم وتهيئتها لتكاثر البكتيريا.

  • أما في القطط، فالإباضة لا تحدث إلا بعد التزاوج (induced ovulation)، وبالتالي تقل فرص التعرض المستمر لهرمون البروجسترون، مما يجعل الحالات أقل شيوعًا لكن أكثر خفاءً.

2. من حيث الأعراض السريرية

  • الكلاب تظهر أعراضًا أوضح، مثل الإفرازات المهبلية وانتفاخ البطن والحمى.

  • القطط تميل إلى تنظيف نفسها باستمرار، مما يخفي الإفرازات ويجعل التشخيص أصعب.

3. من حيث شيوع المرض

  • تقيّح الرحم أكثر شيوعًا في الكلاب، خاصة بعد عمر 5 سنوات.

  • في القطط، يظهر عادة في الأعمار بين 3 و8 سنوات وغالبًا بعد تكرار الدورات دون تزاوج.

4. من حيث سرعة تطور الحالة

  • في الكلاب، يتطور المرض بسرعة كبيرة وقد يؤدي إلى تمزق الرحم خلال أيام.

  • في القطط، التطور أبطأ نسبيًا لكن التشخيص غالبًا متأخر بسبب غياب العلامات الخارجية.

5. من حيث التشخيص

  • الكلاب تُشخّص بسهولة عبر الفحص السريري والإفرازات المهبلية.

  • أما القطط، فيتطلب التشخيص دومًا تصويرًا بالموجات فوق الصوتية وتحاليل مخبرية لتأكيد الحالة.

6. من حيث العلاج

  • العلاج الجراحي (OVH) هو الخيار الأفضل لكلا النوعين.

  • في القطط الصغيرة جدًا، تكون العملية أكثر دقة بسبب هشاشة الأنسجة.

  • العلاج الهرموني يُستخدم في الكلاب فقط في الحالات المبكرة، ونادرًا ما يُنصح به في القطط.

7. من حيث نسب الشفاء والمضاعفات

  • الكلاب أكثر عرضة لتسمم دموي حاد بسبب حجم الرحم الكبير وقدرته على احتجاز كميات كبيرة من القيح.

  • القطط نادرًا ما يحدث فيها تمزق مبكر، لكن التسمم البطيء شائع بسبب التشخيص المتأخر.

8. من حيث الوقاية

  • في الكلاب: التعقيم قبل أول دورة شبق يُعتبر الإجراء الأكثر أمانًا.

  • في القطط: يُنصح بالتعقيم بعد أول دورة إذا لم يكن هناك نية للتكاثر.

النتيجة النهائية:كلا النوعين يواجهان خطرًا مميتًا إذا لم يُعالج التقيّح بسرعة. ومع أن الآلية المرضية متشابهة، إلا أن التشخيص المبكر في الكلاب أسهل، بينما يحتاج في القطط إلى فحوص تصويرية دقيقة. التعقيم هو الوقاية الأكيدة والنهائية في الحالتين.



Sources (المصادر)

  • American Veterinary Medical Association (AVMA)

  • World Small Animal Veterinary Association (WSAVA)

  • The British Small Animal Veterinary Association (BSAVA)

  • Federation of European Companion Animal Veterinary Associations (FECAVA)

  • Mersin Vetlife Veterinary Clinic – Haritada Aç: https://share.google/XPP6L1V6c1EnGP3Oc

تعليقات


جميع محتويات موقع Vetsaglik.com غنية بالمعلومات، وتستند إلى مصادر بيطرية علمية وخبرة حديثة. المصادر المستخدمة مُحددة بوضوح في نهاية كل مقال.

المعلومات الواردة هنا ليست مخصصة للتشخيص أو العلاج أو استخدام الأدوية، وليست بديلاً عن الفحص البيطري. استشر طبيبك البيطري دائمًا للحصول على تشخيص دقيق وعلاج دقيق لصحة حيوانك الأليف.

في حال وجود أي تعارض بين المعلومات الواردة على موقعنا الإلكتروني وتوصيات طبيبك البيطري، فسيتم تطبيق تعليماته. في حال ملاحظة أي تعارض، يُرجى التواصل معنا وإبلاغنا بذلك.

يهدف هذا الموقع إلى توفير معلومات دقيقة وعلمية للجمهور حول صحة الحيوانات الأليفة؛ ولا تمنع الإعلانات أو الرعاية أو توصيات المنتجات هذا الغرض.
 

بيان إمكانية الوصول

سياسة الخصوصية

معلومات عنا

تواصل

 

 

bottom of page